فصل: السنة الرابعة من ولاية عنبسة بن إسحاق على مصر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **


 السنة الرابعة من ولاية عنبسة بن إسحاق على مصر

وهي سنة اثنتين وأربعين ومائتين‏.‏

فيها حشدت الروم وخرجوا من ناحية سميساط إلى آمد والجزيرة فقتلوا وسبوا نحو عشرة وفيها حج بالناس أمير مكة الأمير عبد الصمد بن موسى بن محمد الهاشمي‏.‏

وحج من البصرة إبراهيم بن مظهر الكاتب على عجلة تجرها الإبل وتعجب الناس من ذلك‏.‏

وفيها كانت زلزلة بعدة بلاد في شعبان هلك منها خلق تحت الردم قيل‏:‏ بلغت عدتهم خمسة وأربعين ألفًا وكان معظم الزلزلة بالدامغان حتى قيل إنه سقط نصفها وزلزلت الري وجرجان ونيسابور وطبرستان وأصبها وتقطعت الجبال وتشققت الأرض بمقدار ما يدخل الرجل في الشق ورجمت قرية السويداء بناحية مضر بالحجارة‏.‏

وقع منها حجر على أعراب فوزن حجر منها فكان عشرة أرطال لعله بالشامي وسار جبل باليمن عليه مزارع لأهله حتى أتى مزارع آخرين ووقع بحلب طائر أبيض دون الرخمة في شهر رمضان فصاح‏:‏ يا معشر الناس اتقوا الله اتقوا الله اتقوا الله أربعين صوتًا ثم طار وجاء من الغد ففعل كذلك وكتب البريد بذلك وشهد خمسمائة إنسان سمعوه‏.‏

وفيها مات رجل ببعض كوز الأهواز في شوال فسقط طائر أبيض على جنازته فصاح بالفارسية‏:‏ إن الله قد غفر لهذا الميت ولمن شهد جنازته‏.‏

وفيها توفي عبد الله بن بشر بن أحمد بن ذكوان إمام جامع دمشق‏.‏

قال أبو زرعة‏:‏ لم يكن بالشأم ومصر والعراق والحجاز أقرأ من ابن ذكوان وكان مولده سنة ثلاث وأربعين ومائة ومات وفيها توفي محمد بن أسلم بن سالم أبو الحسن الطوسي كان إمامًا زاهدًا عابدًا تشبه بالصحابة‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي أبو مصعب الزهري والحسن بن علي الحلواني وابن ذكوان المقرىء وزكريا بن يحيى كاتب العمري ومحمد بن أسلم الالوسي ومحمد بن رمح التجيبي ومحمد بن عبد الله بن عمار ويحيى بن أكثم‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمسة أذرع وستة عشر إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعًا وخمسة أصابع‏.‏

ولاية يزيد بن عبد الله على مصر هو يزيد بن عبد الله بن دينار الأمير أبو خالد كان من الموالي ولي مصر بعد عزل عنبسة عنها في شهر رجب سنة اثنتين وأربعين ومائتين ولاه المنتصر على الصلاة‏.‏

فلما ولي مصر أرسل أخاه العباس بن عبد الله بن دينار أمامه إلى مصر خليفة له ثم قدم يزيد هذا بعمه إلى مصر لعشر بقين من شهر رجب سنة اثنتين وأربعين ومائتين المذكورة وسكن العسكر وأقام الحرمة ومهد أمور الديار المصرية وأخرج المؤنثين منها وضربهم وطاف بهم ثم منع النداء على الجنائز وضرب جماعة بسبب ذلك وفعل أشياء من هذه المقولة ودام على ذلك إلى المحرم سنة خمس وأربعين ومائتين‏.‏

خرج من مصر‏.‏

إلى دمياط لما بلغه نزول الروم عليها فأقام بها مدة لم يلق حربًا ورجع في شهر ربيع الأول من السنة إلى مصر وعند حضوره إلى مصر بلغه ثانيًا نزول الروم إلى دمياط فخرج أيضًا من مصر لوقته وتوجه إلى دمياط فلم يلقهم فأقام بالثغر مدة ثم عاد إلى مصر‏.‏

ثم بدا له تعطيل الرهان الذي كان لسباق الخيل بمصر وباع الخيل التي كانت تتخذ للسباق بمصر‏.‏

ثم تتبع الروافض بمصر وأبادهم وعاقبهم وامتحنهم وقمع أكابرهم وحمل منهم جماعة إلى العراق على أقبح وجه ثم التفت إلى العلويين فجرت عليهم منه شدائد من الضيق عليهم وأخرجهم من مصر‏.‏

وفي أيامه في سنة سبع وأربعين ومائتين بني مقياس النيل بالجزيرة المنعوتة بالروضة‏.‏

ذكر أول من قاس النيل بمصر أول من قاسه يوسف الصديق بن يعقوب نبي الله عليه السلام‏.‏

وقيل‏:‏ إن النيل كان يقاس بأرض علوة إلى أن بني مقياس منف وأن القبط كانت تقيس عليه إلى أن بطل لما بنت دلوكة العجوز صاحبة مصر مقياسًا بأنصنا وكان صغير الفرع ثم بنت مقياسًا آخر بإخميم‏.‏

ودلوكة هذه هي التي بنت الحائط المحيط بمصر من العريش إلى أسوان وقد تقدم ذكرها في أول هذا الكتاب عند ذكر من ملك مصر من الملوك قبل الإسلام‏.‏

وقيل‏:‏ إنهم كانوا يقيسون الماء قبل أن يوضع المقياس بالرصاصة وقيل غير ذلك‏.‏

فلم يزل المقياس فيما مضى قبل الفتح بقيسارية الاكسية بالفسطاط إلى أن آبتنى المسلمون بين الحصن والبحر أبنيتهم الباقية الآن‏.‏

وكان للروم أيضًا مقياس بالقصر خلف الباب يمنة من يدخل منه في داخل الزقاق أثره قائم إلى اليوم وقد بني عليه وحوله‏.‏

ولما فتح عمرو برج العاص مصر بنى بها مقياسًا بأسوان فدام المقياس بها مدة إلى أن بني في أيام معاوية بن أبي سفيان مقياس بأنصنا أيضًا فلم يزل يقاس عليه إلى أن بنى عبد العزيز بن مروان مقياسًا بحلوان‏.‏

وكان عبد العزيز بن مروان أمير مصر إذ ذاك من قبل أخيه عبد الملك بن مروان وقد تقدم ذكر عبد العزيز في ولايته على مصر‏.‏

وكان عبد العزيز يسكن بحلوان‏.‏

وكان مقياس عبد العزيز الذي ابتناه بحلوان صغير الفرع‏.‏

ثم بنى أسامة بن زيد التنوخي في أيام الوليد بن عبد الملك مقياسًا وكسر فيه ألف قنطار‏.‏

وأسامة هذا هو الذي بنى بيت المال بمصر وكان أسامة عامل خراج مصر‏.‏

ثم كتب أسامة المذكور إلى سليمان بن عبد الملك بن مروان لما ولي الخلافة ببطلان هذا المقياس المذكور وأن المصلحة بناء مقياس غير ذلك فكتب إليه سليمان ببناء مقياس في الجزيرة يعني الروضة فبناه أسامة في سنة سبع وتسعين - قال ابن بكير مؤرخ مصر‏:‏ أدركت المقياس بمنف ويدخل القياس بزيادته كل يوم إلى الفسطاط يعني مصر - ثم بنى المتوكل فيها مقياسًا في سنة سبع وأربعين ومائتين في ولاية يزيد بن عبد الله هذا وهو المقياس الكبير المعروف بالجديد‏.‏

وقدم من العراق محمد بن كثير الفرغاني المهندس فتولى بناءه وأمر المتوكل بأن يعزل النصارى عن قياسه فجعل يزيد بن عبد الله أمير مصر على القياس أبا الرداد الفقيه المعلم واسمه عبد الله بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي الرداد المؤذن‏.‏

وكان القمي يقول‏:‏ أصل أبي الرداد هذا من البصرة‏.‏

وذكر الحافظ ابن يونس قال‏:‏ قدم مصر وحدث بها وجعل على قياس النيل وأجرى عليه سليمان بن وهب صاحب خراج مصر سبعة دنانير في كل شهر فلم يزل القياس من ذلك الوقت في أيدي أبي الرداد وأولاده إلى يومنا هذا‏.‏

ومات أبو الرداد المذكور في سنة ست وستين ومائتين‏.‏

قلت‏:‏ وهذا المقياس هو المعهود الآن وبطل بعمارته كل مقياس كان بني قبله من الوجه القبلي والبحري بأعمال الديار المصرية‏.‏

واستمر على ذلك إلى أن ولي الأمير أبو العباس أحمد بن طولون الديار المصرية وركب من القطائع في بعض الأحيان في سنة تسع وخمسين ومائتين ومعه أبو أيوب صاحب خراجه والقاضي بكار بن قتيبة الحنفي إلى المقياس وأمر بإصلاحه وقدر له ألف دينار‏.‏

قلت‏:‏ وأما مصروف عمارة هذا المقياس فشيء كثير وبني بعد تعب زائد وكلفة كبيرة يطول الشرح في ذكرها وفي النظر إلى بنائه ما يغني عن ذكر مصروف عمارته‏.‏

وبنى أيضًا الحارث مقياسًا بالصناعة لا يلتفت إليه ولا يعتمد عليه ولا يعتد به وأثره باق إلى اليوم‏.‏

وقال الحسن بن محمد بن عبد المنعم‏:‏ لما فتحت العرب مصر عرف عمرو بن العاص عمر بن الخطاب ما يلقى أهلها من الغلاء عند وقوف النيل عن حد مقياس لهم فضلًا عن تقاصره وأن فرط الاستشعار يدعوهم إلى الاحتكار ويدعو الاحتكار إلى تصاعد الأسعار بغير قحط‏.‏

فكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص يسأله عن شرح الحال فأجابه عمرو‏:‏ إني وجدت ما تروى به مصر حتى لا يقحط أهلها أربعة عشر ذراعًا والحد الذي تروى منه إلى سائرها حتى يفضل منه عن حاجتهم ويبقى عندهم قوت سنة أخرى ستة عشر ذراعًا والنهايتان المخوفتان في الزيادة والنقصان وهما الظمأ والاستبحار اثنا عشر ذراعًا في النقصان وثمانية عشر ذراعًا في الزيادة‏.‏

وكان البلد في ذلك الوقت محفور الأنهار معقود الجسور عندما تسلموه من القبط وخميرة العمارة فيه‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدم ذكر ما تحتاج مصر إليه من الرجال للحرث والزراعة وحفر الجسور وكمية خراج مصر يوم ذاك وبعده في أول هذا الكتاب عند ذكر النيل فلا حاجة لذكره هنا ثانيًا إذ هو مستوعب هناك‏.‏

ولم نذكر هنا هذه الأشياء إلا استطرادًا لعمارة هذا المقياس المعهود الآن في أيام صاحب هذه الترجمة فلزم من ذلك التعريف بما كان بمصر من صفة كل مقياس ومحله وكيفيته ليكون الناظر في هذا الكتاب على بصيرة بما تقدم من أحوال مصر‏.‏

ولما وقف عمر بن الخطاب على كتاب عمرو بن العاص استشار عليًا رضي الله عنهما في ذلك ثم أمره أن يكتب إليه ببناء مقياس وأن ينقص ذراعين من اثني عشر ذراعًا وأن يقر ما بعدهما على الأصل وأن ينقص من كل ذراع بعد الستة عشر ذراعًا إصبعين ففعل ذلك وبناه عمرو عني المقياس بحلوان فاجتمع له كل ما أراد‏.‏

وقال ابن عفير وغيره من القبط المتقدمين‏:‏ إذا كان الماء في آثني عشر يومًا من مسرى آثني عشر ذراعًا فهي سنة ماء وإلا فالماء ناقص وإذا تم ستة عشر ذراعًا قبل النوروز فالماء يتم فاعلم ذلك‏.‏

قلت‏:‏ وهذا بخلاف ما عليه الناس الآن لأن الناس لا يقنعهم في هذا العصر إلا المناداة من أحد وعشرين ذراعًا لعدم معرفتهم بقوانين مصر ولأشياء أخر تتعلق بما لا ينبغي ذكره‏.‏

وقد خرجنا عن المقصود في ترجمة يزيد بن عبد الله هذا غير أننا أتينا بفضائل وغرائب‏.‏

ودام يزيد بن عبد الله على إمرة مصر إلى أن مات الخليفة المتوكل على الله جعفر وتخلف بعده ابنه المنتصر محمد‏.‏

وقتل أيضًا الفتح بن خاقان مع المتوكل وكان الفتح قد ولاه المتوكل أمر مصر وعزل عنه ابنه محمدًا المنتصر هذا‏.‏

وكان قتل المتوكل في شوال من سنة سبع وأربعين ومائتين التي بني فيها هذا المقياس‏.‏

ولما بويع المنتصر بالخلافة أرسل إلى يزيد بن عبد الله المذكور باستمراره على عمله بمصر‏.‏

فدام يزيد بن عبد الله هذا على ذلك إلى أن مات الخليفة المنتصر في شهر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائتين وبويع المستعين بالله بالخلافة‏.‏

و أرسل المستعين إليه بالاستسقاء لقحط كان بالعراق فآستسقوا بمصر لسبع عشرة خلت من ذي القعدة واستسقى جميع أهل الآفاق في يوم واحد فإن المستعين كان قد أمر سائر عماله بالاستسقاء في هذا اليوم المذكور‏.‏

ودام يزيد بن عبد الله على إمرة مصر حتى خلع المستعين من الخلافة بعد أمور وقعت له في المحرم سنة اثنتين وخمسين ومائتين وبويع المعتز بن المتوكل بالخلافة فعند ذلك أخيفت السبل وتخلخل أمر الديار المصرية لاضطراب أمر الخلافة‏.‏

وخرج جابر بن الوليد المدلجي بالإسكندرية فتجهز يزيد بن عبد الله هذا لحربه وجمع الجيوش وخرج من الديار المصرية وآلتقاه فوقع له معه حروب ووقائع كان ابتداؤها من شهر ربيع الأخر من سنة اثنتين وخمسين ومائتين وطال القتال بينهما وانكسر كل منهما غير مرة وتراجع‏.‏

فلما عجز يزيد بن عبد الله عن أخذ جابر بن الوليد المذكور أرسل إلى الخليفة فطلب منه نجمة لقتال جابر وغيره فنحب الخليفة الأمير مزاحم بن خاقان في عسكر هائل إلى التوجه إلى الديار المصرية فخرج بمن معه من العراق حتى قدم مصر معينًا ليزيد بن عبد الله المذكور لثلاث عشرة بقيت من شهر رجب من السنة المذكورة وخرج يزيد بن عبد الله إلى ملاقاته وأجله وأكرمه وخرج الجميع وواقعوا جابر بن الوليد المذكور وقاتلوه حتى هزموه ثم ظفروا به واستباحوا عسكره وكتبوا إلى الخليفة بذلك فورد عليهم الجواب بصرف يزيد بن عبد الله هذا عن إمرة مصر وباستقرار مزاحم بن خاقان عليها عوضه وذلك في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين ومائتين‏.‏

فكانت مدة ولاية يزيد بن عبد الله هذا على مصر عشر سنين وسبعة أشهر وعشرة أيام‏.‏

السنة الأولى من ولاية يزيد بن عبد الله التركي على مصر وهي سنة ثلاث وأربعين ومائتين‏.‏

فيها حج بالناس عبد الصمد بن موسى وسار بالحج من العراق جعفر بن دينار‏.‏

وفيها في آخر السنة قدم المتوكل إلى الشأم فأعجبته دمشق وأراد أن يسكنها وبني له القصر بداريا حتى كلموه في الرجوع إلى العراق وحسنوا له ذلك فرجع بعد أن سمع بيتي يزيد بن محمد المهلبي وهما‏:‏ ‏"‏ الوافر ‏"‏ أظن الشام تشمت بالعراق إذا عزم الإمام على انطلاق فإن يدع العراق وساكنيه فقد تبلى المليحة بالطلاق وفيها توفي أبو إسحاق إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول تكين الكاتب المعروف بالصولي الكاتب الشاعر المشهورة كان أحد الشعراء المجيدين وله ديوان شعر صغير الحجم ونثر بديع‏.‏

وهو ابن أخت العباس بن الأحنف الشاعر ونسبته إلى جده صول تكين المذكور وكان أحد ملوك خراسان وأسلم على يد يزيد بن المهلب بن أبي صفرة‏.‏

وقال الحافظ أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان‏:‏ الصولي جرجاني الأصل وصول‏:‏ من بعض ضياع جرجان وهو عم والد أبي بكر محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس الصولي صاحب كتاب الوزراء وغيره من المصنفات فإنهما مجتمعان في العباس المذكور‏.‏

ومن شعر الصولي هذا قوله‏:‏ ‏"‏ الطويل ‏"‏ دنت بأناس عن تناء زيارة وشط بليلى عن دنو مزارها وإن مقيمات بمنعرج اللوى لأقرب من ليلى وهاتيك دارها وفيها توفي الحارث بن أسد الحافظ أبو عبد الله المحاسبي أصله من البصرة وسكن بغداد وكان كبير الشأن في الزهد والعلم وله التصانيف المفيدة‏.‏

وفيها توفي الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس الشيخ الإمام أبو همام السكوني البغدادي كان صالحًا عفيفًا دينًا عابدًا وتوفي ببغداد‏.‏

وفيها توفي هارون بن عبد الله بن مروان الحافظ أبو موسى البزاز‏.‏

مات ببغداد في شوال وأخرج عنه مسلم وغيره وكان ثقة صدوقًا‏.‏

وفيها توفي هناد بن السري الدارمي الكوفي الزاهد الحافظ كان يقال له راهب الكوفة سمع وكيعًا وطبقته وروى عنه أبو حاتم الرازي وغيره‏.‏

وفيها توفي القاضي يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن بن سمعان التميمي الأسدي أبو عبد الله وقيل أبو زكريا وقيل أبو محمد‏.‏

ولي القضاء بالبصرة وبغداد والكوفة وسامرا وكان إمامًا عالما بارعًا‏.‏

قال أبو بكر الخطيب في تاريخه‏:‏ كان أحد أعلام الدنيا ممن آشتهر أمره وعرف خبره ولم يستتر عن الكبير والصغير من الناس فضله وعلمه ورياسته وسياسته وكان أمر الخلفاء والملوك لأمره وكان واسع العلم والفقه والأدب‏.‏

قال الكوكبي‏:‏ أخبرنا أبو علي محرز بن أحمد الكاتب حدثني محمد بن مسلم البغدادي السعدي قال‏:‏ دخلت على يحيى بن أكثم فقال‏:‏ افتح هذه القمطرة ففتحتها فإذا شيء قد خرج منها ورأسه رأس إنسان ومن سرته إلى أسفله خلقة زاغ وفي ظهره سلعة وفي صدره سلعة فكبرت وهللت ويحيى يضحك ثم قال بلسان فصيح‏:‏ ‏"‏ الهزج ‏"‏ أنا الزاغ أبو عجوه أنا ابن الليث واللبوه أحب الراح والريحا - - ن والنشوة والقهوه فلا عربدتي تخشى ولا تحذر لي سطوه ثم قال لي‏:‏ يا كهل أنشدني شعرًا غزلًا فقال لي يحيى بن أكثم‏:‏ قد أنشدك فأنشده فأنشدته‏:‏ ‏"‏ الطويل ‏"‏ أغرك أن أذنبت ثم تتابعت ذنوب فلم أهجرك ثم أتوب وأكثرت حتى قلت ليس بصارمي وقد يصرم الإنسان وهو حبيب فصاح‏:‏ زاغ زاغ زاغ وطار ثم سقط في القمطرة فقلت‏:‏ أعز الله القاضي‏!‏ وعاشق أيضًا‏!‏ فضحك فقلت‏:‏ ما هذا فقال‏:‏ هو ما ترى‏!‏ وجه به صاحب اليمن إلى أمير المؤمنين وما رآه بعد‏.‏

وقال أبو خازم القاضي‏:‏ سمعت أبي يقول‏:‏ ولي يحيى بن أكثم قضاء البصرة وله عشرون سنة فاستصغروه فقال أحدهم‏:‏ كم سن القاضي‏.‏

أفعلم أنه قد استصغر فقال‏:‏ أنا أكبر من عتاب الذي استعمله رسول الله صلى الله عليه و سلم على أهل مكة وأكبر من معاذ الذي وجهه رسول الله صلى الله عليه و سلم قاضيًا على اليمن وأكبر من كعب بن سور الذي وجهه عمر قاضيًا على البصرة فجعل جوابه احتجاجًا‏.‏

وفيها توفي يعقوب بن إسحاق السكيت الإمام أبو يوسف اللغوي صاحب إصلاح المنطق كان علامة الوجود قتله المتوكل بسبب محبته لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه‏.‏

قال له يومًا‏:‏ أينا أحب إليك أنا وولداي‏:‏ المؤيد والمعتز أم علي والحسن والحسين فقال‏:‏ والله إن شعرة من قنبر خادم علي خير منك ومن ولديك فأمر المتوكل الأتراك فداسوا بطنه فحمل إلى بيته ومات‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمسة أذرع وثمانية عشر إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعًا لإصبعان السنة الثانية من ولاية يزيد بن عبد الله على مصر وهي سنة أربع وأربعين ومائتين‏.‏

فيها سخط المتوكل على حكيمه بختيشوع ونفاه إلى البحرين‏.‏

وفيها افتتح بغا التركي حصنًا كبيرًا من الروم يقال له صملة‏.‏

وفيها اتفق عيد الأضحى وفطير اليهود وعيد الشعانين للنصارى في يوم واحد‏.‏

وفيها توفي الحسن بن رجاء أبو علي البلخي كان إمامًا حافظًا سافر في طلب الحديث وسمع الكثير ولقي الشيوخ وروى عنه غير واحد‏.‏

وفيها توفي علي بن حجر بن إياس بن مقاتل الإمام أبو الحسن السعدي المروزي ولد سنة أربع وخمسين ومائة وكان من علماء خراسان كان حافظًا متقنًا شاعرًا طاف البلاد وحدث وانتشر حديثه بمرو‏.‏

وفيها توفي محمد بن العلاء بن كريب أبو كريب الهمذاني الكوفي الحافظ‏.‏

كان من الأئمة الحفاظ‏.‏

لم يكن بعد الإمام أحمد أحفظ منه‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي أحمد بن منيع وإبراهيم بن عبد الله الهروي وإسحاق بن موسى الخطمي والحسن بن شجاع البلخي الحافظ وأبو عمار الحسين بن حريث وحميد بن مسعدة وعبد الحميد بن بيان الواسطي وعلي بن حجر بن إياس السعدي المروزي وعتبة بن عبد الله المروزي ومحمد بن أبان مستملي وكيع ومحمد بن عبد الملك بن أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمسة أذرع وإصبع واحد‏.‏

مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعًا واثنا عشر إصبعًا‏.‏

السنة الثالثة من ولاية يزيد بن عبد الله على مصر وهي سنة خمس وأربعين ومائتين‏.‏

فيها عمت الزلازل الدنيا فأخربت القلاع والمدن والقناطر وهلك خلق بالعراق والمغرب وسقط من أنطاكية ألف وخمسمائة دار و نيف وتسعون برجًا أمن سورها وتقطع جبلها الأقرع وسقط في البحرة وسمع من السماء أصوات هائلة وهلك أكثر أهل اللاذقية تحت الردم وهلك أهل جبلة وهدمت بالس وغيرها وامتدت إلى خراسان ومات خلائق منها‏.‏

وأمر المتوكل بثلاثة آلاف ألف درهم للذين أصيبوا في منازلهم‏.‏

وزلزلت مصر وسمع أهل بلبيس من ناحية مصر صيحة هائلة فمات خلق من أهل بلبيس وغارت عيون مكة‏.‏

وفيها أمر المتوكل ببناء مدينة الماحوزة وسفاها الجعفرية وأقطع الأمراء أساسها وبعد هذا أنفق عليها أكثر من ألفي ألف دينار وبنى بها قصرًا‏.‏

سماه اللؤلؤة لم ير مثله في علوه وارتفاعه وحفر للماحوزة نهرًا كان يعمل فيه إثنا عشر ألف رجل فقتل المتوكل وهم يعملون فيه فبطل عمله وخربت الماحوزة ونقض القصر‏.‏

وفيها أغارت الروم على مدينة سميساط فقتلوا نحو خمسمائة وسبوا فغزاهم علي بن يحيى فلم يظفر بهم‏.‏

وفيها توفي ذو النون المصري الزاهد العابد المشهور وآسمه ثوبان بن إبراهيم ويقال‏:‏ الفيض بن أحمد أبو الفيض ويقال‏:‏ الفياض الإخميمي كان إمامًا زاهدًا عابدًا فاضلًا روى عن الإمام مالك والليث بن سعد وابن لهيعة والفضيل بن عياض وسفيان بن عيينة وغيرهم وروى عنه أحمد بن صبيح الفيومي وربيعة بن محمد الطائي والجنيد بن محمد وغيرهم وكان أبوه نوبيًا‏.‏

وذو النون هو أول من تكلم ببلده في ترتيب الأحوال ومقامات أهل الولاية فأنكر عليه عبد الله بن عبد الحكم ووقع له بسبب ذلك أمور يلزم من ذكرها الإطالة في ترجمته وليس لذلك هنا محل‏.‏

وقال يوسف بن الحسين‏:‏ سمعت ذا النون يقول‏:‏ مهما تصور في فهمك فالله بخلاف ذلك‏.‏

وقال‏:‏ سمعت ذا النون يقول‏:‏ الاستغفار اسم جامع لمعان كثيرة ثم فسرها‏.‏

ومات ذو النون في ذي القعدة بمصر ودفن بالقرافة وقبره معروف بها يقصد للزيارة‏.‏

وفيها توفي هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة الإمام حافظ دمشق وخطيبها ومفتيها ولد سنة ثلاث وخمسين ومائة وكنيته أبو الوليد السلمي‏.‏

وفيها توفي الحسين بن علي بن يزيد الإمام الحافظ أبو علي الكرابيسي كان يبيع الكرابيس وهي ثياب من الكرابيس روى عن الشافعي وغيره وروى عنه غير واحد‏.‏

وفيها توفي سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة أبو عبد الله التميمي العنبري البصري كان إمامًا عالمًا فقيهًا زاهدًا أديبًا حافظًا صدوقًا ثقة وفيه يقول بعض الشعراء‏:‏ ‏"‏ البسيط ‏"‏ ما قال لا قط إلا في تشهده لولا التشهد لم تسمع له لا وفيها توفي عسكر بن الحصين أبو تراب النخشبي الزاهد العارف كان من كبار مشايخ خراسان المشهورين في العلم والورع والزهد‏.‏

وفيها توفي محمد بن حبيب مولى بني هاشم كان عالمًا بالأنساب وأيام العرب حافظًا متقنًا صدوقًا ثقة مات بمدينة سامرا في ذي الحجة‏.‏

وفيها توفي محمد بن رافع بن أبي رافع بن أبي زيد القشيري النيسابوري إمام عصره بخراسان كان ممن جمع بين العلم والعمل والزهد والورع ورحل إلى البلاد ورأى الشيوخ وسمع الكثير‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي أحمد بن عبدة الضبي وأبو الحسن أحمد بن محمد النبال القواس مقرىء مكة وأحمد بن نصر النيسابوري وإسحاق بن أبي إسرائيل وإسماعيل بن موسى السدي وذو النون المصري وسوار بن عبد الله العنبري وعبد الله بن عمران العابدي ومحمد بن رافع وهشام بن عفار‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ستة أذرع واثنان وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعًا وثلاثة أصابع‏.‏

السنة الرابعة من ولاية يزيد بن عبد الله على مصر وهي سنة ست وأربعين ومائتين‏.‏

فيها غزا المسلمون الروم فسبوا وقتلوا واستنقذوا خلائق من الأسر‏.‏

وفيها في يوم عاشوراء تحول الخليفة المتوكل إلى الماحوزة وهي مدينته التي أمر ببنائها‏.‏

وفيها أمطرت السماء بناحية بلخ مطرًا يشبه دمًا عبيطًا أحمر‏.‏

وفيها حج بالركب العراقي محمد بن عبد الله بن طاهر فولي أعمال الموسم وأخذ معه ثلاثمائة ألف دينار لأهل مكة ومائة ألف دينار لأهل المدينة ومائة ألف لإجراء الماء من عرفات إلى مكة‏.‏

وفيها توفي دعبل بن علي بن رزين بن سليمان بن تميم بن نهشل الخزاعي الشاعر المشهور‏.‏

والدعبل هو البعير المسن العظيم الخلق ودعبل بكسر الدال وسكون العين المهملتين وكسر الباء الموحدة وبعدها لام‏.‏

وكان دعبل طوالًا ضخمًا ومولده في سنة ثمان وأربعين ومائة وبرع في علم الشعر والعربية وهو من الكوفة وكان أكثر مقامه ببغداد وسافر إلى البلاد وصنف كتابًا في طبقات الشعراء وكان هجاء خبيث اللسان أطروشا في قفاه سلعة هجا الرشيد والمأمون والمعتصم والواثق والأمير عبد الله بن طاهر وجماعة من الوزراء والكتاب‏.‏

ومن شعره‏:‏ ‏"‏ الكامل ‏"‏ لا تعجبي يا سلم من رجل ضحك المشيب برأسه فبكى يا ليت شعري كيف نومكما يا صاحبي إذا دمي سفكا لا تأخذا بظلامتي أحدًا قلبي وطرفي في دمي اشتركا ورثاه البحتري وكان دعبل مات بعد أبي تمام بمدة فقال من قصيدة أولها‏:‏ ‏"‏ الكامل ‏"‏ قد زاد في كلفي وأوقد لوعتي مثوى حبيب يوم مات ودعبل وفيها توفيت شجاع أم المتوكل على الله جعفر في حياة ولدها المتوكل وكانت تدعى السيدة وكانت أم ولد وكانت صالحة كثيرة الصدقات والمعروف كانت تخرج في السر على يد كاتبها أحمد بن الخصيب‏.‏

ولما ماتت قال ابنها المتوكل في موتها‏:‏ ‏"‏ الطويل ‏"‏ تذكرت لما فرق الدهر بيننا فعزيت نفسي بالنبي محمد فأجازه بعض من حضر فقال‏:‏ ‏"‏ الطويل ‏"‏ فقلت لها إن المنايا سبيلنا فمن لم يمت في يومه مات في غد الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي أحمد بن إبراهيم الدورقي وأحمد بن أبي الحواري وأبو عمر الدوري المقرىء واسمه حفص ودعبل الشاعر والمسيب بن واضح‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربعة أذرع واثنان وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعًا وعشرون إصبعًا‏.‏

السنة الخامسة من ولاية يزيد بن عبد الله على مصر فيها قتل الخليفة المتوكل على الله أمير المؤمنين أبو الفضل جعفر ابن الخليفة المعتصم بالله محمد ابن الخليفة الرشيد هارون ابن الخليفة محمد المهدي ابن الخليفة أبي جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي العباسي البغدادي ومولده سنة سبع ومائتين وقيل‏:‏ في سنة خمس ومائتين وتولى الخلافة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين بعد وفاة أخيه هارون الواثق وأمه أم ولد تسمى شجاع تقدم ذكرها في السنة الخالية وهو العاشر من خلفاء بني العباس قتله مماليكه الأتراك بآتفاق ولده محمد المنتصر على ذلك لأن المتوكل كان أراد خلع ولده المنتصر المذكور من ولاية العهد وتقديم ابنه المعتز عليه فأبى المنتصر ذلك فصار المتوكل يوبخ ولده المنتصر محمدًا في الملأ ويسلط عليه الأحداث فحقد عليه المنتصر واتفق مع وصيف وموسى بن بغا وباغر على قتله فدخلوا عليه وقد أخذ منه الشراب وعنده وزيره الفتح بن خاقان وهو نائم فأول من ضربه بالسيف باغر ثم أخذته السيوف حتى هلك فصاح وزيره‏:‏ ويحكم أمير المؤمنين‏!‏ فلما رآه قتيلًا قال‏:‏ ألحقوني به فقتلوه ولف هو والفتح بن خاقان في بساط ثم دفنا بدمائهما من غير تغسيل في قبر واحد وذلك في ليلة الخميس خامس شوال من هذه السنة‏.‏

فكانت خلافته أربع عشرة سنة وعشرة أشهر وأيامًا‏.‏

وبويع بالخلافة بعده ابنه المنتصر محمد فلم يتهنأ بها ومات بعد ستة أشهر حسبما يأتي ذكره في السنة الآتية‏.‏

وكان المتوكل فيه كل الخصال الحسنة إلا ما كان فيه من الغضب‏.‏

وقد افتتح خلافته بإظهار السنة ورفع المحنة وتكلم بالسنة في مجلسه حتى قال إبراهيم بن محمد التيمي قاضي البصرة‏:‏ الخلفاء ثلاثة‏:‏ أبو بكر الصديق يوم الردة وعمر بن عبد العزيز في رد مظالم بني أمية والمتوكل في محو البدع وإظهار السنة‏.‏

وكان المتوكل فاضلًا فصيحًا قال علي بن الجهم‏:‏ كان المتوكل مشغوفًا بقبيحة يعني أم ولده المعتز لا يصبر عنها فوقفت له يومًا وقد كتبت على خديها بالمسك جعفرًا فتأملها ثم أنشد يقول‏:‏ ‏"‏ الطويل ‏"‏ وكاتبة في الخد بالمسك جعفرا بنفسي مخط المسك من حيث أثرا لئن أودعت سطرا من المسك خدها لقد أودعت قلبي من الحب أسطرا وكان المتوكل كريمًا قيل‏:‏ ما أعطى خليفة شاعرًا ما أعطاه المتوكل‏.‏

وفيه يقول مروان بن أبي الجنوب‏:‏ ‏"‏ الطويل ‏"‏ فأمسك ندى كفيك عني ولا تزد فقد خفت أن أطغى وأن أتجبرا ويقال‏:‏ إنه سلم على المتوكل بالخلافة ثمانية كل منهم أبوه خليفة وهم‏:‏ منصور بن المهدي والعباس بن الهادي وأبو أحمد بن الرشيد وعبد الله بن الأمين وموسى بن المأمون وأحمد بن المعتصم ومحمد بن الواثق وابنه المنتصر محمد بن المتوكل‏.‏

وفيها قتل الفتح بن خاقان وزير المتوكل قتل معه على فراشه‏.‏

كان أبوه خاقان معظمًا عند المعتصم وكان من أولاد الأتراك فضم المعتصم الفتح هذا إلى ابنه المتوكل فنشأ معًا فلما تخلف المتوكل استوزره وكان أهلًا لذلك‏:‏ كان أديبًا فاضلًا جوادًا ممدحًا فصيحًا‏.‏

وفيها توفي عبد الله بن محمد بن إسحاق أبو عبد الرحمن الأزدي كان حافظًا ثقة سمع سفيان بن غيينة وغيره وهو الذي كان سببًا لرجوع الواثق عن القول بخلق القرآن‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي إبراهيم بن سعيد الجوهري وأبو عثمان المازني والمتوكل على الله وسلمة بن شبيب وسفيان بن وكيع والفتح بن خاقان الوزير‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمسة أذرع وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعًا وأربعة عشر إصبعًا‏.‏